ابي الحبيب الحاج بونيف

أبي الحاج بونيف

إنه مثالي الأعلى في الحياة .. أكثر شخص أحترمه و أحبه .. فتحت عيناي على الدنيا لأجده أكثر الناس حرصا عليّ.. في صغري اعتبرته بطلا خارقا .. والآن أنا مؤمن بأنه رجل أسطوري .. ليس لأنه والدي فقط ..بل لأنه حقا أنجز العديد من البطولات التي لا ينكرها عليه صغير ولا كبير ..
الحاج بونيف .. رغم بساطته في التعامل مع الناس إلا أن قيمته دائما رفيعة و عالية لدى الجميع .. رجل تربية و أخلاق ..رجل مبادئ و مواقف .. رجل ممن يقف التاريخ احتراما لهم .. من مواليد مدينة الهامل حوالي سنة 1951 ..تعلم القرآن وحفظه صغيرا .. وأتقن اللغة الفرنسية إلى جانب العربية في سن صغير جدا .. وكانت تحكي لي جدتي رحمها الله عن تفوقه الدائم في الدراسة طوال مشواره الدراسي .. هو أكبر إخوته .. ثابر و جاهد من أجل عائلته كثيرا حين كان صغيرا ..حيث نشأ في اسرة فقيرة .. رغم تاريخها العريق .. لكن كان الجميع يعانون من ويلات الإستعمار انذاك..
حين أنهى دراسته بالمعاهد العليا بالبلاد اشتغل أستاذا للغة العربية .. وطالما افتخرت كون أكبر اطارات المدينة التي نسكن بها تتلمذوا على يده أنذاك ، ومازال العديد منهم يقفون لنا في الشارع ليسلموا عليه و يشيدوا بفضائله عليهم أمامي ..وأنا في أتم العز و الإفتخار.. وكانت بدايته التعليمية في مدينة عين وسارة بولاية الجلفة ..ولم يلبث حتى واصل مشواره في المثابرة و تخرج بعد رحلة تعليم كبيرة إطارا من إطارات التربية ..و اشتغل بمنصب مفتش للتربية و التعليم ..وكان ذلك في أوائل الثمانينات ..
الحاج بونيف اسم يكتب من ذهب.. حيث كان من أوائل من نشروا في الجرائد الجزائرية اليومية .. حيث أن اسمه يسطع في الكتابة الأدبية ..وقد بدأ الكتابة شابا .. لنجده اليوم أديبا لامعا في الوطن العربي كافة .. وطالما تميز بشخصيته الإيجابية جدا ..حيث كان معروفا منذ القديم بكمية الكتب التي يمتلكها في مكتبته ..وكلها من أماكن مختلفة تحصل عليها أثناء مشواره الدراسي و الشبابي الطويل .. أذكر أنه قال لي ذات مرة Sad

( ...لولا الفقر لتحصلت على شهادة الدكتوراه أنذاك ..))..وبالفعل ..يشهد على كفاءته منذ القدم الكثير من أصدقاءه و افراد العائلة من الذين عرفوه أنذاك ..
سافر إلى فرنسا ..وأمضى الكثير من وقته أثناء دراسته بالعاصمة الجزائرية .. و أكثر ظني أنه كان في معهد ببن عكنون ..كما أنه كان رياضيا لامعا في كرة القدم .. وانخرط مع عدة افرقة مختلفة في فترة شبابه .. لكنه تفرغ في ذلك الوقت لعائلته ..اخوته و ابناءه .. و انصرف عن بعض النشاطات لكنه بقي في جانب التحصيل العلمي نشيطا وعمليا كثيرا ..ومن أقواله الشهيرة Sad

( ..من لا يطلع ولا يقرأ لا يستطيع الكتابة ايضا ...))...
بدا كتابة القصص ونشر العديد من أعماله في جرائد وطنية يومية.. ومجلات مختلفة .. لكنه توقف عن النشر فترة زمنية معينة .. أذكر انه تفرغ فيها لإلقاء دروس وخطب بالمساجد بدعوة من أئمة المدينة لأنه درس تفسير القرءان الكريم ..وشرع في تدريسه على المنابر بالمساجد .. كما أنه كان منذ القديم مهتما بدراسة الفقه الإسلامي والحديث ..
كنت أحضر لدروسه بالمساجد وأمعن كثيرا في الدروس التي يقدمها ..وكنت معجبا أيما إعجاب بطريقته المبسطة في إلقاء الدروس .. فكان يرتقي بنا لمستويات عالية جدا ويبسط الأمور جدا ..واستطاع في فترة وجيزة افتكاك إعجاب الناس به.. وكسب شعبية كبيرة بالمدينة من خلال دروسه التي كانت مميزة جدا عن ما تعود عليه الناس .. وزاد احترام الناس له أكثر مع كل يوم يسمعونه .. و صار في زمن قياسي أن يكون من المراجع الأساسية في المدينة ..
طالما رأيت عطفه و كرمه على الفقراء .. وطالما كان متسامحا و متساهلا مع الناس .. والدليل على تميزه أنه استطاع تربيتنا أنا و اخوتي من دون ضرب ولا قسوة .. والحمد لله كانت النتيجة أن كل أبنائه حققوا انجازات علمية و تخطوا الشهادات الجامعية و الرياضية الكبيرة .. وتساهله مع الأساتذة و الموظفين معه جعلهم يحسون بتواضعه إليهم ..وبقربه منهم ..فأزاحوا الحواجز وصار البيت لا يخلو من الضيوف لأن الناس كلهم أحبوه ..
طالما منحنا الحرية في تصرفاتنا .. وطالما أحسسنا بالراحة بقربه .. أذكر أنني الوحيد في إخوتي من أكثرت المشاغبات وكان يضربني في بعض الأحيان و يعاتبني .. لكنني أحس في كل مرة أنني أقرب إخوتي إليه .. وأدعوا الله أن يوفقني لأن أبر به مثلما كان بارا بوالديه ..و اسأل الله أن يرضى عني و يرضيه عني ..
أقول اليوم هذه الكلمات وكلي فخر بأن لي والدا اسمه الحاج بونيف .. صحيح أنني أجحفت كثيرا في وصفه هنا ..لكنني متأكد بأن الجميع يعرفه ويستطيع معرفته لإنجازاته الكبيرة .. فلا يخفى على أحد أنه مؤلف لكتب مدرسية ومراجع في اللغة العربية ..وأن له منشورات أدبيه مثل روايتي ((ماوراء الأكمة )) و (( الكرسي )) ..و مجموعت قصصية متنوعة ..ومنشورات على جرائد مختلفة ..وطبعا إذا أردت المزيد يمكنك إجراء بحث في الأنترنت عن الحاج بونيف لكي تجد نفسك تتصفح أعماله شهورا وشهورا دون أن تنهيها ..
أمنيتي ان أكبر على طاعته .. أدعوا الله أن يوفقني لأن أبر بوالدي .. وأن يحفظه لي و لجميع إخوتي .. أتمنى أيضا أن أكون مثله او على الأقل أحقق نصف انجازاته .. أتمنى أن أراه دائما مشعلا ينير الأمة .. رمزا من رموز أمتنا .. وأن ينفعنا الله بعلمه .. و ينفع جميع المؤمنين ..

زائر

الله يبارك

شكرا

عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 13/08/2009

ربنا يحفظوا و يرجع بالسلامة

إن شاء الله يا أستاذتي الفاضلة يرجع من البقاع المقدسة بمكة المكرمة بخير و اسأل الله ان يبلغك و يبلغنا جميعا ذلك المقام

» أبي الحاج بونيف ..
» تأمل مع توفيق بونيف
» قرعة صحيحة مع بونيف و زقان
» كيفاش ترجع الطفلة مهبولة /مع توفيق بونيف لاروسات